أخلاقنا ياعين ... ماهى معانا


          أخلاقنا ياعين ماهى معانا .. راحت وبعدت عنا .. ماحد منا اتهنا  (مع الاعتذار للاغنية).
أن القاصى والدانى أصبح يرى فى الشارع المصرى وأحواله مايندى له الجبين، والكل يتحسر على زمن ولى وراح كانت فيه الاخلاق هى السمة الرئيسية حتى عند قطاع الطرق. ولاأنسى فى هذا الاطار قصة بعض قطاع الطرق الذين تربصوا فى الطريق لتاجر ليسرقوه، فلما القى عليهم التاجر السلام وقال السلام عليكم، رد واحدا منهم وعليكم السلام. فتقاتل قطاع الطرق مع زميلهم لانه أمن التاجر على نفسه ولم يمسو التاجر بسوء. وأسمحو لى أن استعرض معكم بعض المشاهد التى حدثت أمامى فى اليابان ونرى ما نتائجها لو حدثت هنا فى مصر لنقارن سويا:
المشهد الاول: انا وصديقى نركب دراجتين وننزل من منحدر عالى مندفعين فيصدم صديقى أمرأة عجوز فتقع ارضا، وبعد أن نساعدها على الوقوف ونعتذر لها، فإذا هى التى تنحنى بشدة وتعتذر لنا. وبسؤالها لماذا تعتذر، فتقول لسببين الاول أنى أعرف أنه لم يقصد أن يصدمنى والثانى لانه حين صدمنى حزن وتألم وبذلك فأنا كنت سبب فى حزنه!!!
المشهد الثانى: اسرة مصرية تركب الاتوبيس الموصل الى صالة مطار ناريتا رقم  1، وحين تراجع شنطهم على كونتر السفر تكتشف نسيانها شنطة فى الاتوبيس والذى غادر الى صالة المطار رقم 2. واذا بالارض تنشق عن رجل يلهث يحمل الشنطة المفقودة ويعتذر، وبسؤاله لماذا يعتذر يقول أنه لم يكتشف ان الشنط تخص هذه الاسرة الا عند وصوله لصالة رقم 2 بعد أن اخذ كل المسافرين حقائبهم وتبقت هذه الحقيبة فعاد مسرعا الى صالة رقم 1 وبينهما حوالى 20 دقيقة وظل يبحث على الكونترات حتى وجد صاحب الشنطة، فهو يعتذر عن التأخير!!!
المشهد الثالث: فى موسم الاوكازيون وجدت أن سعر خاتم الماظ حسب الاعلان يباع بربع الثمن، فأشتريت واحد لست الحبايب وانتظرت اسبوع حتى وجدت صديق مسافرا لمصر فى اجازة فأعطيته الخاتم لتوصيله. وفى مصر ثمنه الصايغ بنفس قيمته بعد الخصم، أى انه ليس لقطة فطلبت من صديقى ارجاعه الى فى اليابان مرة اخرى بعد انتهاء اجازته. وعندما ذهبت الى المتجر وكان قد مضى على شرائى الخاتم حوالى شهرين وشرحت له أن السعر لم يكن عليه خصم مقارنة بأسعار مصر. قال أنا أسف. فأعتقدت أنه يرفض أعادة الخاتم ولكنه وضح أنه يأسف لآنى عندما دفعت الثمن استعملت أوراق نقدية فئة 10000 ين ولكن فى الخزينة يوجد أوراق نقدية فئة 5000 ين!!!!
المشهد الرابع: ذهبت لمكتبة لارسال فاكس الى السفارة وكانت العاملة مستجدة فأرسلت الفاكس بوضع الورق على الوجه الفاضى وعندما أبلغتنى السفارة بهذا الخطأ رجعت الى المكتبة وكانت صاحبة المكتبة موجودة. وعلى الفور أعادت ارسال الفاكس بالصورة الصحيحة وحملتنى هدايا من المكتبة تساوى عشرات ماتم دفعه لارسال الفاكس حتى تمنيت أن يتم ارسال كل فاكساتى بطريقة خطأ!!!!
المشهد الخامس: أشتريت لوحة مفاتيح للكمبيوتر ووضعتها على الرف فى القطار، وحين عدت للمنزل تذكرت أنى نسيتها فى القطار. فذهبت الى محطة القطار فأبلغونى أنها فى أمان فى محطة كذا فذهبت واستلمتها ! فإيقنت أن الامانة هى صفة أصيلة فى هذا الشعب مما دفعنى أن أدخل أحد المطاعم وأترك جهاز كمبيوتر عن عمد حتى استطيع حمل باقى الشنط التى كانت معى الى المنزل وأعود متسائلا هل ياترى حد لقى كمبيوتر هنا، وبالفعل استلمه وأروح وأقول اخلاقنا ياعين ماهى معانا..


Comments

Popular posts from this blog

ابناؤنا ....و...العالم الافتراضى

تفاح السويد وفراولة مصر

Sweden asks you to hate it.